
تمر الظلال بجوارها بسرعة السيارة التى تقودها....
انها الثالثة فجرا...لازال الظلام بغطى كل شئ،وهى تعشق ذلك..منذ صغرها عشقت السفر ليلا.
تحب الطريقة التى تنزع بها اضواء السيارة الغموض عن الاشياء امامها...تفعل ذلك فقط لتراها هى ،ثم تعيد اليها غموضها ثانية_يشعرها ذلك بأنها وحدها تعلم الحقيقة...
والان،وبعد ان امتلكت سيارتها هذة،لم تستطع الانتظار اكثر لتقوم بمغامرتها الخاصة..واى وقت لديها افضل من الليل لتبدأ فيه..؟!
كانت تعلم ان ماتفعله ضربا من الجنون،,لكن من يأبه لذلك_هو جنزنها..سيخلدها او تخلده..فى النهاية سيظلان متلاصقين،فلتفعل ما تشاء اذن.
فرحة بما هى مقدمة عليه كطفلة..راحت تتخيل كيف سيكون يومها المنتظر...
ستصل الى الاسكندرية لتشاهد الشروق،وستستخدم الكاميرا التى اهدتها اياها صديقتها عندما علمت بنيتها فى احتراف التصوير..ستستخدمها لألتقاط الكثير من الصور...للهدوء فى الشوارع...للهواء النقى بين البنايات...للسكينة على الوجوه المبكرة...لملوحة البحر،وللشمس وهى تحلق كأميرة بهية الى عنان السماء.
ستسير بالسيارة بمحاذاة الشاطئ..برفقتها صوت فيروز...
وربما خلعت حذائها وقطعت الشاطئ جريا وقفزا...وحرية.
ستستنشق من هواء الصباح العليل ما يكفيها لعام كامل ،فربما لن تجن لتعود الى هنا ثانية قبل هذا الوقت...او ربما لن يسمح لها بالجنون قريبا.
ستتناول افطارها فى اول كافتريا تفتح ابوابها،وتأخذ جرعة من هواء البحر،ثم تسرع الى سيارتها لتعود قبل ان يبدأ دوام عملها فى الواحدة ظهرا...
يمكنها ان تكمل اليوم كله هناك...ولكن لا..هى تريد ذلك الاسراع فى العودة لتشعر بنشوة تلك اللحظات المسروقة من زمنها...
امتدت يدها تدير كاسيت لينساب منه لحن مرح كروحها...،واسترخت فى جلستها مبتسمة وهى تقرأ اللافتة المسرعة
(الاسكندرية__20 كم)