ببساطة...هو قمرى

شعرت بضيق شديد..فى الحقيقة هذا الضيق لازمنى منذ الصباح،ولا زال يقيد روحى حتى اللحظة....

لم احتمل الجلوس داخل الجدران...ومع صعوبة خروجى للسير كعادتى كلما داهمنى هذا الاحساس بسبب تأخر الوقت..خرجت الى الشرفة،فعلى الاقل هى تحمل بعضا من الهواء الطلق الذى انشده...كانت الطرقات خالية،وقد اسعدنى خلوها هذا..كنت احتاج للهدوء بشدة-وبدات اسمح له بالتسرب لداخلى لعله يسكن قليلا من اضطراب نفسى...

اغرانى الهدوء،ولسعة البرد التى ارتجف لها باستمتاع فجلست ارضا اتأمل الأشياء حولى-الاشجار والزهور وعصفورا صغيرا كان لازال بالخارج...كل شئ على فطرته التى خلقها الله بها...حتى البيوت والطرقات تخلصت من ضجة الحياة وانسجمت مع الطبيعة حولها واكتست

بجمالها..وكأن الجميع يتبادل الجمال فيما بينهم...

تماديت فى استمتاعى بشعور الراحة الذى غمرنى...قررت الا اعود للداخل الان...ليس بعد...

تأملت السماء الصافية الا من تلك اللآلئ الصغيرة...كم هى اخاذة حقا...كيف لم انتبه لهذا الجمال من قبل...جال بخاطرى ان اكسر القاعدة

واجرب ان احصيها...ولكنى عزفت عن الامر بعد اول تعثر لى...ان استمريت ساصاب بالدوار حتما...ولكنى اخترت نجمة واسميتها باسمىنقلت بصرى الى القمر...لقد كان هلالآ...ما اروعه هذة الليلة..فكرت انه لم يكن يوما بهذة الروعة

ربما بسبب ابتسامته تلك....او الغمازة على خــــ.......!؟

ابتسامة من....القمر...؟!..وغمازة....؟

!!!.....اى هذيان هذا

تأملته من جديد....انه يبتسم حقا...هلى أرى عينا هناك...؟

لا لا...مستحيييييل

ولكن الامر لا يبدو تخيلا-هززت راسى مطولا،واستمر فى التبسم-فركت عينى..قرصت يدى،ولازال يبتسم..كأنه سينفجر ضحكا من حركاتى المجنونة....

استسلمت للأمر...حسنا..القمر يبتسم..وماذا فى ذلك..ليكن

ورغم اعتقادى باننى جننت،فقد ابتسمت له انا ايضآ..شعرت ان ابتسامته تلك هديته لى حتى تزيل عن نفسى بقايا ذلك الضيق...لتمحوه محوآ..وقد فعلت

مضى بى الوقت وانا اتأمل قمرى وامتع ناظرى بابتسامته..كأننى وقعت فى غرامه...

تأخر بى الوقت كثير فاضررت ان استأذن قمرى وعدت الى الداخل منتشية بسعادة غمرتنى كلى..هو غمرنى بها...

لقد احببت القمر اليوم اكثر من اى يوم مضى...شعرت بأنه هديتى لخاصة من الكون...

رائع...هديتين فى ليلة واحدة...يالى من محظوظة..

استيقظت فى الصباح وانا لازلت ابتسم..ابتسامة قمرى طبعت على فمى-للأبد على ما يبدو-...كان الجميع يتسائلون عن سر ابتسامتى المتسعة هذة فأجيب..<<القمر..قمرى اهدانى اياها>>....وكان معظمهم يرد قائلا...<<اى هذيان

هذا>>...فابتسم اكثر

___________________

ملحوظة...حدث بالفعل