Wednesday, February 21, 2007

ليس كأى شخص


















لا أتذكر تحديدا متى أصبحنا أصدقاء....
ربما ظهر في حياتي فجأة بلا مقدمات...
وربما جمعنا موقف أو لقاء أدى إلى صداقتنا...
لا يهم في الحقيقة...
المهم أننا تقاربنا للغاية..أصبحنا متلازمين،حتى في أوقات النوم كان معي في أحلامي..
واستيقظ ليكون أول وجه أطالعه...
شاركني طفولتي كلها..
بكائي ...ضحكي..لعبي...سقطاتي...وفترات القيلولة...
حتى الروضة...كان دوما هناك لأجلى..
عندما نلعب،يترك لي حرية إدارة اللعبة كيفما أشاء_كنت اعلم انه ليس ضعفا أو استسلاما منه...بل حبا لي...
عندما نتحدث_كان يوافقني الرأي،وأكون دوما على صواب في نظره_تلك الأشياء الصغيرة التي كانت تشغل عقلينا الصغيرين حينها_كان دائما يمتلك نظرتي لها ورأيي فيها وكأنه يبنى ثقتي بنفسي....
لطالما فعل ذلك ..ولطالما شعرت بالامتنان له لذلك..


كبرنا معا...تطورت أفكارنا معا...نمت مشاعرنا معا...ولازلنا أصدقاء...
ومع أنني كنت قد بدأت انفر من الصبية منذ بلوغي العاشرة من عمري،إلا انه كان الاستثناء الوحيد في حياتي_ظل صديقي المحبب ولم يكن لشيء أن يغير هكذا حقيقة...
عندما كنت في المدرسة الابتدائية...اعتدت للمرة الأولى على فراقه فترة من يومي_فترة النهار_ولكن بمجرد أن ينتهي يومي الدراسي اهرع إليه...أحكى له كل شيء حدث شىء...
كم سؤال أجبت معلمتي عليهم...
من قال ماذا...هذه أحبها...هذا انفر منه....معلمتي المفضلة...والنجمة في كراستي كان يجب أن يراها....
صديقاتي و أوقاتي معهن كأنه شاركنا إياها...
كل شىء...
أتكلم بلا توقف...وهو يستمع ويبتسم لابتساماتي...يقلق لخوفي..ويقوى من ضعفي...


في عامي الثالث عشر بدأت مرحلة جديدة في عمري_وصداقتنا...
مرحلة المراهقة بدأت...
أشياء كثيرة تتغير...وكلمات تملئ أذني وعقلي شبه الفارغ....<<كبرتى الان>>....<<لا يجوز هذا..وهذا غير مسموح به>>...<<يجب أن تكوني عاقلة ورزينة>>..وقوانين وقيود ينتظر الجميع منى أن اخضع لها بلا مناقشة لأبرهن أنى كبرت...وأنني أصبحت عاقلة ورزينة...
شعرت بأنني يجب أن أتخلى عن كل شىء يربطني بالماضي لأستطيع مجاراة هذا الأمر...
ولقد كان هو أيضا ضمن الماضي...
تغيرت علاقتنا كثيرة في تلك الفترة...وتقلصت أوقاتنا معا...أنا عمدت لذلك لا هو...
وفى اليوم الذي قررت فيه إنهاء تلك الصداقة للأبد..لم أجده...فضل هو أن يرحل قبل أن يسمعني اطلبها منه....
أحسست بالقسوة تجد طريقها لداخلي منذ ذلك اليوم...
!ولكنى مجبرة...لقد كبرت...


وحتى السابعة عشر..لم أحاول أن أعيد ولو جزء من هذه الصداقة_لم تمح من ذاكرتي فقد كنت لا استطيع نسيانها أبدا...فقط كانت مخزنة في ذكرياتي الجميلة...ولكني خجلت...خجلت أن اطلب منه فرصة أخرى لنعيد صداقتنا...
كما اننى لم اعلم عنه شيئا طوال تلك الفترة...ولم أحاول،كنت قد حاولت التناسي..وتعايشت مع ذلك...


في عامي الأول من دراستي الجامعية تعرضت للغدر من إحدى صديقاتي_أو من كنت اعتبرها صديقة.آلمني الأمر كثيرا،كنت أتذوق شعور الخيانة لأول مرة،واهتز عالمي كله..لم استطع التعامل معه.
وجدت صعوبة في التحدث لصديقاتي أو شرح شعوري لهن،فمهما بلغ بى المدى وأنا أبوح بمكنوناتي،كان هناك دوما ذلك الأمر الذي لا استطيع التحدث عنه_لا استطيع وصفه بالكلمات.
افتقدته كثيرا تلك اللحظة..

وكأنما شعر هو بافتقادي له..فجاءني..
وجدته أمامي..هكذا فجأة..مستعد لسماعي...
مبتسم ليطمئنني كعهدي به دائما...
وحكيت..أخرجت كل ما يموج في داخلي..لم اخف شيئا..
عندما انتهيت واسترحت،ربت على كتفي وضمني بين ذراعيه في حنان_لم اعترض،فقد كنت بحاجة لهذا الحنان حقا..

بأعذب الكلمات واساني،وهدئ من روعي..
ثم تركني وذهب..
لم اخف..كنت اعلم يقينا انه سيأتيني ثانية...ربما لن يلازمني كالسابق،ولكنه سيكون موجودا في كل مرة احتاجه فيها..
وقد كان..

يأتي حاملا ابتسامته العذبة،فأحدثه عن كل شىء وأي شىء...
يعلم أعماقي ربما أكثر منى...
مشاعري المتضاربة..أفكاري المجنونة..تصرفاتي الحمقاء...
يعلمها جميعا...
لا اخجل من أن أفيض له بكل هذا،ولا يمل هو الاستماع لي..
في كل مرة يأتي ليستمع...ليبتسم...ليتركني أقوى...

عن صديقي التخيلي أتحدث...

13 شاركونى عالمى:

مُزمُز said...

فكرة حلوة

متهيألي كل فيه ناس بتعمل زيك كده كتير

صديق تخيلي مقرب ومحبب

عشان بس ميتجننوش

وأنا واحد من الناس دي
ههه

بس أسلوبك حلو

سرج واثق ومحكم

مُزمُز said...

سرد واثق ومحكم

مش سرج

غلطة مطبعية

cast2way said...

كن صديقى

فكان

او كانه هو
كانه هو

احييك على صديقك
فقل ما هو

والسلام

.:.-=- ELGaZaLy-=-.:. said...

كل دة وتخيلى...انتى عايشة معاة اكتر ما انتى عايشة مع نفسك....

بس جميل اوى ...


لو كمان ترجمتى كلامك لصديقك لكتابة هايبقى اجمل بكتير...


سردك جميل.,,

تحياتى

تــسنيـم said...

حلم وصديق تخيلي...!!!!
مش واخدة بالك إنك زودتيها شوية كل بوست تصدميني بالشكل ده برغم كمية الحنين والدفا اللي بين السطوور.. عااااااااااااا تحذير شديد اللهجة جردل ماية ساقعان بالشكل ده فوق دماغي في بوست كمان وهقاطعك عاااااااااااااا

dandana said...

مزمز...
انا متاكدة انى مش انا لوحدى فى الموضوع دا...
بس فيه ناس كتير بتفكر ان الجنون هو انهم يحكوا عنه...

كعادتى سعيدة ان الفكرة عجبتك...

سرج ...مرج...ولا يهمك...هى وصلت من اول مرة...


cast2way
دايما تعليقك مختلف...وجميل
مرسى...


الغزالى...
تصدق فكرة...
ادينى شوية وقت وانا هاترجم الكلام فعلا...
سعيدة انك استمتعت...


تسنيمتى حبيبتى...
انا ماقدرش على زعلك ابدا...
بس والله دى الحقيقة..
المهم انك صدقتيها من الاول وحسيتى بيها...
المرة الجاية تبقى مية سخنة ولا يهم معاليكى..
قيلاتشى

sofinqoraso said...

الفكرة تحفة بجد وعجبتنى أوى
وطرية السرد تجنن
على فكرة أحلى حاجة انك يبقى صديق فى الخيال
ساعتها هتبقى معاه براحتك اوى
ساعتها مش هيخونك
زى الأوراق
أحيانا بتبقى أفضل الأصدقاء
بحييكى

Diyaa' said...

wounderful
if i were in the mood i'd said alot
but really i loved ur imagination & sometimes i envyed that friend
i wish u'd have him soon ( m3 e5tsar kol elzaman elgmel elly fat )

dandana said...

صوفى يا قمر...
كلامك كله صح....
ماتتصوريش كان له دور فى حياتى قد ايه...زى الورق برضو..
منورانى...

ضيوء...
عارفة ان مودك مش تمام...ربنا معاك..
سعيدة انك موجود وانها عجبتك...
تحياتى

safa7_karmooz said...

الظاهر انى بقيت ااعمل كده ..من بعد ما دوقت الخيالنه مزدوجة تلك المرة ;D

عجبنى جدا الاسلوب بتاع الكتابة ...اهم حاجه ...انك كتبتيها باحساس جميل ...تخلى اللى بيقرا يحس انه عايش الكلام ده ..:)

dandana said...

صراحة كرموز...
سعيدة انها عجبتك...مش مهم السبب انك تاجأ للطريقة دى...
المهم فى الاخر تحس براحة

شيماء الجيزى said...

دندنه ...وحشانى والله لو فاكره اسم نورسين هتفتكرينى

ياه على البوست ده ..تصورى دمعت!
وياه بقى لو فيه صديق حقيقى بالشكل ده؟مش معقول

انتى صورتى جزء جوايا ويمكن جوه ناس كتير بتحلم بالصديق ده
تخيلى او حقيقى
المهم اننا بنقدر نحكى له ونكلم

ميوى...مدونتك روعه بجد
ورقيقه زى مقالك كتير من الناس
مش هتكون زيارتى الاخيرة
تحياتى لكِ

dandana said...

نورسين....!!
مش ممكن

ازيك يا حبى....
انا ماخدتش بالى غير حالا حالا....

سعيدة انك موجودة هنا بجد
قيلاتشى