دى اول قصة اكتبها.....
يمكن تكون طويلة شوية...انا بصراحة اترددت انشرها على مرة واحدة ولا على مرتين...بس فى النهاية حسيت انها ماينفش تتجزأ
وكمان اعتقد لحد دلوقت ان العنوان مش مناسب او مش قوى
ياريت اللى عنده اقتراح لعنوان افضل..اهكون سعيدة بيه بجد
**********************
قالت لي :
كنت طالبة بالسنة الأولى عندما رأيته للمرة الأولى ، أو بالأحرى انتبهت له ، أحب أن أسميه انتباهاً .. و لا أعلم لم هو بالذات فقد كنا حينها أكثر من 5000 طالب كما هو الحال دائماً في كليتنا هذه ، و لم أكن مستعدة أبداً للالتفات لأي شخص أياً كان .. ببساطة لأنني كنت أحب .. و كان هذا يعني لي أن حبيبي هو الشخص الوحيد الموجود بالعالم و قد ظل حالي هكذا إلى أن رأيته ذلك الذي أحكي عنه لأول مرة في سكشن كنت أحضره ، و لم أدر أبداً لم نظرت إليه مطولاً في ذلك اليوم ، كل ما فعله هو الجلوس هناك .. و مع ذل لفت انتباهي ، شعرت بأنه شخص مختلف عن كثيرين رأيتهم لا يشغل باله شيء .. صافي الذهن و النفس .. متصالح مع الدنيا جداً ، و عندما أبتسم يومها و كأنه الدنيا كلها ابتسمت ، صدقيني لا أتغزل به و لكني أقول لك ما شعرته تماماً ..
صمت و نظرت لك شيء ..
قلت لها : .. و بعد .. ؟
قالت : كانت هذه البداية .. و لا أدري ماذا حدث لي بعدها أصبحت أحافظ على مواعيد محاضراتي كي أراه .. و معظم مواعيد السكاشن عدلتها حتى تصبح متوافقة مع مواعيده هو .. أنتقي ما أرتديه كل يوم .. حتى أنني حفظت ألوان ملابسه و أصبحت أتوقع ما سيرتديه اليوم حتى أرتدي نفس الألوان . أطير سعادة إن صحت توقعاتي و أؤنب نفسي و أؤنبه – في سري – عندما يرتدي شيء آخر .
و مع كل هذا كنت لا زلت مع حبيبي .. أراه معظم أيام الأسبوع .. و لا يترك أحدنا الآخر إلا و قد سرقنا الوقت حقاً .. كنت أحبه و لم يتغير شعوري نحوه رغم ما يحدث لي في يومي الدراسي .
كنت دائماً أقول أنها نزوة و ستمر .. ثم أعود لأتساءل و حل يحق لي – كفتاة – أن أمر بنزوات ، المفترض أن أكون أنا المخلصة و أترك النزوات للرجال و عندما يقع حبيبي في نزوة ما أنا من يسامح و يغفر ، لا هو خاصة و أنا أعلم أنه من الصعب عليه أنه يسامحني بسهولة إن لم يكن هذا مستحيلاً .. أنني أخونه بلا شك ، و عند هذه النقطة أنفي لنفسي بشدة أنني أخونه ، لأعود و أقول لها أثبتي ذلك .. أثبتي أنك لا تخونيه أو اعترفي بالأمر .
و هكذا أصبحت في حيرة .. و أصبح الأمر يضغط على أعصابي و يؤثر على حالتي النفسية .. و لكني لم أظهر ذلك أبداً .. كان كل شيء بداخلي فقط .
قلت : و لكنك بالفعل كنـ ... ؟
قاطعتني قائلة :
أعلم ما ستقولينه .. كنت أخونه .. و ليس لدى شيء أجيبك به بالمقابل و لكني كنت أشعر أنها ليست خيانة مع أنني لم أجد لها مسمى آخر .
دعيني أكمل ..
بعد ذلك بأسبوعين كنت أقف مع زميلاتي في المدرج ننتظر الدكتور فلم نجد مكاناً نجلس فيه ، و شاءت المصادفة أن يكون هو الآخر واقفاً بين زملاءه في مواجهتي ، كنت متوترة جداً ساعتها حتى أن قلمي سقط مني و كانت ستلحق به كتبي التي أحملها ، انحنيت ألتقط القلم و عندما كنت أستقيم فكرت أنها فرصة مناسبة لألقي نظرة عليه دون أن يلاحظني أحداً فلم أره جيداً عند الصباح .. و بالفعل هذا ما كان .. و عندما أصبحت عيني بمحاذاته .. صدمت ..
لقد كان ينظر لي ! .. لي أنا .. ! و التقت أعيننا ، فلم أصدق نفسي حينها ، اتسعت عيني و ظللت أنظر بدهشة أكبر إليه فحتى هذه اللحظة لم يراودني أي شعور بأنه يعلم بوجودي في العالم أصلاً ..
و كأن عيناه غلفتا روحي و كياني كله بمنتهى الرقة التي جعلتني أذوب فيهما ، و بمنتهى القوة التي جعلتني لا أقوى على إنزال عيني عنهما ..
و لكن كان لابد لي أن أفعل حتى لا يلاحظني أحد .. خفضت عيني مع شبح ابتسامة فرحة على فمي ..
بعدها ، عدل هو مواعيد السكاشن حتى يكون في السكاشن التي أحضرها بدونه ..
أصبح يبحث عني و يحاصرني بنظراته .. و أعجبني ذلك ..
يسير في الطريق الذي أعود منه لمنزلي .. و أطير سعادة و أنا أراه أمامي أو أشعر به ورائي .
و ظللنا هكذا طيلة الترم الأول ..
و عندما جاءت أجازة نصف العام .. لم يحدث ما كنت خائفة منه ..
لم أشتاقه كما كنت أتوقع .. ربما وددت رؤيته مرة أو اثنتين .. و لكنه لم يكن شوقاً بالتأكيد .. بل على العكس تماماً .. اشتقت حبيبي أكثر . أصبحت متعلقة به أكثر .. أحادثه كل يوم و في اليوم مرتين أو ثلاثة .. و مرت أجازتي هكذا ..
و عندما عدنا إلى الدراسة من جديد لم أره – الآخر – في الأسبوعين الأولين و لا أعلم السبب لتغيبه أو ربما كان غائباً عني أنا فقط ، قلقت لهذا الأمر كثيراً ، و تبدد قلقي عندما رأيته في الأسبوع الثالث و كان بخير ، و لم يبدو عليه أي إعياء أو ما شابه .
في هذا الأسبوع عُلق جداول السكاشن الجديد و عندما علمت أن مواعيدي مختلفة عن مواعيده و أنني لن أستطيع أن أبدل أو أغير أياً منها ، كدت أبكي و أنا أقف أمام الجدول و ما منعني كان وجود صديقتي التي بالطبع ستجزع من بكائي المفاجئ . و تسألني عن السبب .. لم أكن أريد أن أكذب ..
سرت معها ، كنا نناقش ورقة بيدها و دون قصد رفعت عيني لأراه أمامي ، و كأن وجهه هو المرآة التي رأيت عليها تعبير وجهي و أنا أقرأ الجدول .
عيناه كانتا تقولان لي أنه يتوحشني منذ الآن ..
و هكذا مر هذا الترم ، أراه في المحاضرات فقط .
في هذه الفقرة و مع كل ما يحدث أصبح ضميري يؤنبني أكثر ، و كنت أتعمد لتجاهل هذا التأنيب أكثر .. كنت مغيبة تماماً و كأنيي شخص آخر يحيا حياة أخرى .. هيأ لي أني أصبت بانفصام في الشخصية .
كانت مسترسلة جداً في الكلام .. و كأنها تسجل شريطاً أو تكتب في دفتر يومياتها .. و لا يوجد ما سيجبرها على التوقف ما دام هناك متسع للمزيد .. و لقد كان لدي ..
أكملت :
و كما كان الحال في الترم الأول – كان كذلك في الترم الثاني و لكن مع اختلاف واحد ، أن رؤيته أصبحت أقل ، و بالتالي بحثت عنه بتوسع أكثر ..
أصبحت مشتتة بطريقة ملحوظة .. و في النهاية كان لابد لعلاقتي مع حبيبي أن تتأثر بشكل أو بآخر .. بدأت ألحظ بل و أتحين له الأخطاء .. و كنت أختلق الأسباب كي أقنع نفسي بأننا يجب أن نفترق .. و افترقنا .
صُدم هو . و تألمت أنا و أدركت كم كنت أحبه حقاً و لكني لم أستطع تحمل شعوري بخيانته رغم أفكاري لهذا الشعور ، بالطبع لم يقتنع بالأسباب التي اختلقتها له ، و لكني كنت مصرة على قراري ، تركني يومها بعد أن قال لي أكثر الكلمات رقة و تهذيباً . و تألمت أكثر .
حاولت أن أنسى كل شيء و ركزت اهتمامي على الشخص الذي جعلني أتخلى عن كل شيء .. الآخر .
بعد يوم فراقي لحبيبي بشهر و نصف بدأت اختبارات آخر العام ، كنت أطمئن عليه – الآخر – من نظرة عينيه أسعد عندما أرى الرضا فيهما ، و أكون أتعس مخلوقة إن أحسست باستيائهما ، و أنسى نفسي تماماً .. ماذا فعلت و كيف أبليت .. لا يهم !
قاطعتها قائلة :
أبعد كل هذا و تفكرين أنك أحببته ؟
ابتسمت في ألم و لم تجد ما تقوله على ما يبدو .. أكملت و كأنني لم أسأل :
عندما بدأت أجازة الصيف تركته و أنا لا أعلم عنه سوى اسمه و عيد ميلاده .. و لكني أبداً لم أنسى نفساً التقطه أمامي . كنت أجلس وحدي لأتذكر نظراته . ابتساماته . ملابسه .. حتى أول مرة سمعت فيها صوته .
كنا يومها نتزاحم على باب قاعة أحد السكاشن لنجد مكاناً للجلوس ، و كان هو و أصدقاؤه يتزاحمون بجوارنا ، و عندما كنت أهم بالعبور أمام صديقه و هو يزاحمني قال له " حاسب يا بني حاسب ، خليهم يدخلوا الأول " .
لقد كان خائفاً علىّ .. و صوته كان يقل كلاماً لم يقله و كأنه يريد مني أن أسمعه ، كأنه يقول لي " لا يهمني إلا أنت" .
و عندما بدأ العام الدراسي الجديد كان أول ما اطمأننت عليه هو أنه معي هذا العام . و أنه نجح .. فلقد نجحت العام الماضي .
في بداية الدراسة تطور الأمر . كان ينظر لي و يبتسم و كنت أشعر بأن كل شيء أفعله يعجبه .
كنت أبتسم ليراني .. أتكلم كي يسمع صوتي هو فقط ، أتحرك و أنشط لأنه أمامي .. و أسكن عندما يكون بعيداً .
بعد فترة بدأت ألحظ تغييراً في نظرته لي .
لم تعد باللهفة السابقة ، أحياناً يبدو الرضا عني فيها .. و أحياناً أخرى و كأنه لا يطقني أمامه ، و بعد أن كنت أشعر أن يوم اعترافه لي بالحب أو على الأقل بالإعجاب سيكون قريباً .. بات ذلك اليوم بعيد المنال جداً .. و أحياناً مستحيل الحدوث ، و لم أعلم السبب في هذا التغيير ، فقط استمر الأمر حتى أصبح تغييراً كاملاً . لم يعد ينتبه لوجودي حتى.
حاولت أن أعرف لماذا .. كنت أستجديه بنظراتي، و هو يتعمد أن يتجاهلني و يتناساني و كأنه لم يكن لي وجود أصلاً .. و بعدها أصبحت أنا أيضاً أتجاهله .. مللت من تحوله عني دون سبب واضح .. و مللت من توسلي له ، بيد أني كنت من وقت لآخر اشتاق رؤيته كثيراً ، أنظر إليه لأتذكر جفائه لي فأشيح بنظري عنه مرة أخرى ، و لكني مع ذلك لم أنسه و لم أكرهه .. لم يتغير مشاعري نحوه ، فقد كنت أحاول الحفاظ على ماء وجهي أمام الآخرين ممن لاحظوا نظراتنا ، و خاصة بعدما أصبحت لا أرى استجابة منه لنظراتي .
في تلك الفترة أعجب بي شاب .. و أعجبت به .. أحبني و ظللت على إعجابي فقط .. و بعدها أدركت أن أحدنا لا يصلح الآخر .. أنا على الأرجح .. فلم أنسى الآخر أبداً .
و كأنني أصبحت مقيدة به ..
سكتت . فقلت لا
أكملي .. ؟
قالت :
ليس هناك ما أكمله .. ليس الكثير .
ظل على حالته الجديدة حتى نهاية العام .. قبل اختبارات آخر العام مرضت جداً .. و لم أستطع الذهاب لامتحان 4 مواد و بالتالي رسبت .ز و نجح هو ، و على الأرجح لم يلحظ غيابي حتى ..
هذا العام افترقنا نهائياً في المحاضرات و لم أعد أراه ، نسيته بعض الشيء .. و ليس كلياً و لكني أحاول ألا تقف حياتي عند مرحلة ما ..
أحب الآن شخصاً رائعاً .. ارتبطت به جداً .. أحبه بشدة ، و يحبني بجنون ، اتفقنا على الارتباط الرسمي بعد أن ينهي دراسته العام المقبل .
أحياناً تجتاحني الرغبة لأرى الآخر .. و أخاف إن رأيته ألا أنساه بعدها أبداً .. و أدمر حياتي بيدي مرة أخرى .. هو لم يراني منذ عام .. و لا أستبعد أن يكون مرتبطاً بفتاة ما .. و ما الذي سيمنعه .
أنا الآن أفضل حالة دون رؤيته . و أرجو الله ألا أراه و لو صدفة ستكون نهايتي ، سوف أتعلق بآمال أعلم أنها واهية و مع ذلك سأتعلق بها ..
صمتت و عندما هممت بالكلام قالت :
أتعلمين شيئاً – قبل أن أراه كنت على يقين تام أن الفتاة عندما تحب ترى حبيبها هو عالمها .. و لا ترى سواه أمامها .. أما بعد هذه التجربة لم أعد واثقة من هذا بعد الآن – لا أستطيع إقناع نفسي به ثانية .
أخاف كثيراً أن أظلم من أحب الآن .. و لكن ليس بيدي حيلة لأقاوم هذا الخوف .. ليس سوى الأمل أن أكون أقوى قليلاً .
و أخيراً أحسست أنها أفرغت ما بداخلها .. سكبت كلماتها الممزوجة بالمرارة .
و العجيب أنني شعرت بأنها لم تشعر بالارتياح بعد هذه الفضفضة و كأنها ستحمل ألمها دائماً.
لم تنتظر مني تعليقاً ، فقد علمت أنه ليس لدى تعليقاً ..
و كما ظهرت فجأة .. تركتني فجأة و أنا في حيرة من أمري أو من أمرها .
ليس الفارق كبير
فأنا و هي نفس الشخص .. مادياً .
كنت طالبة بالسنة الأولى عندما رأيته للمرة الأولى ، أو بالأحرى انتبهت له ، أحب أن أسميه انتباهاً .. و لا أعلم لم هو بالذات فقد كنا حينها أكثر من 5000 طالب كما هو الحال دائماً في كليتنا هذه ، و لم أكن مستعدة أبداً للالتفات لأي شخص أياً كان .. ببساطة لأنني كنت أحب .. و كان هذا يعني لي أن حبيبي هو الشخص الوحيد الموجود بالعالم و قد ظل حالي هكذا إلى أن رأيته ذلك الذي أحكي عنه لأول مرة في سكشن كنت أحضره ، و لم أدر أبداً لم نظرت إليه مطولاً في ذلك اليوم ، كل ما فعله هو الجلوس هناك .. و مع ذل لفت انتباهي ، شعرت بأنه شخص مختلف عن كثيرين رأيتهم لا يشغل باله شيء .. صافي الذهن و النفس .. متصالح مع الدنيا جداً ، و عندما أبتسم يومها و كأنه الدنيا كلها ابتسمت ، صدقيني لا أتغزل به و لكني أقول لك ما شعرته تماماً ..
صمت و نظرت لك شيء ..
قلت لها : .. و بعد .. ؟
قالت : كانت هذه البداية .. و لا أدري ماذا حدث لي بعدها أصبحت أحافظ على مواعيد محاضراتي كي أراه .. و معظم مواعيد السكاشن عدلتها حتى تصبح متوافقة مع مواعيده هو .. أنتقي ما أرتديه كل يوم .. حتى أنني حفظت ألوان ملابسه و أصبحت أتوقع ما سيرتديه اليوم حتى أرتدي نفس الألوان . أطير سعادة إن صحت توقعاتي و أؤنب نفسي و أؤنبه – في سري – عندما يرتدي شيء آخر .
و مع كل هذا كنت لا زلت مع حبيبي .. أراه معظم أيام الأسبوع .. و لا يترك أحدنا الآخر إلا و قد سرقنا الوقت حقاً .. كنت أحبه و لم يتغير شعوري نحوه رغم ما يحدث لي في يومي الدراسي .
كنت دائماً أقول أنها نزوة و ستمر .. ثم أعود لأتساءل و حل يحق لي – كفتاة – أن أمر بنزوات ، المفترض أن أكون أنا المخلصة و أترك النزوات للرجال و عندما يقع حبيبي في نزوة ما أنا من يسامح و يغفر ، لا هو خاصة و أنا أعلم أنه من الصعب عليه أنه يسامحني بسهولة إن لم يكن هذا مستحيلاً .. أنني أخونه بلا شك ، و عند هذه النقطة أنفي لنفسي بشدة أنني أخونه ، لأعود و أقول لها أثبتي ذلك .. أثبتي أنك لا تخونيه أو اعترفي بالأمر .
و هكذا أصبحت في حيرة .. و أصبح الأمر يضغط على أعصابي و يؤثر على حالتي النفسية .. و لكني لم أظهر ذلك أبداً .. كان كل شيء بداخلي فقط .
قلت : و لكنك بالفعل كنـ ... ؟
قاطعتني قائلة :
أعلم ما ستقولينه .. كنت أخونه .. و ليس لدى شيء أجيبك به بالمقابل و لكني كنت أشعر أنها ليست خيانة مع أنني لم أجد لها مسمى آخر .
دعيني أكمل ..
بعد ذلك بأسبوعين كنت أقف مع زميلاتي في المدرج ننتظر الدكتور فلم نجد مكاناً نجلس فيه ، و شاءت المصادفة أن يكون هو الآخر واقفاً بين زملاءه في مواجهتي ، كنت متوترة جداً ساعتها حتى أن قلمي سقط مني و كانت ستلحق به كتبي التي أحملها ، انحنيت ألتقط القلم و عندما كنت أستقيم فكرت أنها فرصة مناسبة لألقي نظرة عليه دون أن يلاحظني أحداً فلم أره جيداً عند الصباح .. و بالفعل هذا ما كان .. و عندما أصبحت عيني بمحاذاته .. صدمت ..
لقد كان ينظر لي ! .. لي أنا .. ! و التقت أعيننا ، فلم أصدق نفسي حينها ، اتسعت عيني و ظللت أنظر بدهشة أكبر إليه فحتى هذه اللحظة لم يراودني أي شعور بأنه يعلم بوجودي في العالم أصلاً ..
و كأن عيناه غلفتا روحي و كياني كله بمنتهى الرقة التي جعلتني أذوب فيهما ، و بمنتهى القوة التي جعلتني لا أقوى على إنزال عيني عنهما ..
و لكن كان لابد لي أن أفعل حتى لا يلاحظني أحد .. خفضت عيني مع شبح ابتسامة فرحة على فمي ..
بعدها ، عدل هو مواعيد السكاشن حتى يكون في السكاشن التي أحضرها بدونه ..
أصبح يبحث عني و يحاصرني بنظراته .. و أعجبني ذلك ..
يسير في الطريق الذي أعود منه لمنزلي .. و أطير سعادة و أنا أراه أمامي أو أشعر به ورائي .
و ظللنا هكذا طيلة الترم الأول ..
و عندما جاءت أجازة نصف العام .. لم يحدث ما كنت خائفة منه ..
لم أشتاقه كما كنت أتوقع .. ربما وددت رؤيته مرة أو اثنتين .. و لكنه لم يكن شوقاً بالتأكيد .. بل على العكس تماماً .. اشتقت حبيبي أكثر . أصبحت متعلقة به أكثر .. أحادثه كل يوم و في اليوم مرتين أو ثلاثة .. و مرت أجازتي هكذا ..
و عندما عدنا إلى الدراسة من جديد لم أره – الآخر – في الأسبوعين الأولين و لا أعلم السبب لتغيبه أو ربما كان غائباً عني أنا فقط ، قلقت لهذا الأمر كثيراً ، و تبدد قلقي عندما رأيته في الأسبوع الثالث و كان بخير ، و لم يبدو عليه أي إعياء أو ما شابه .
في هذا الأسبوع عُلق جداول السكاشن الجديد و عندما علمت أن مواعيدي مختلفة عن مواعيده و أنني لن أستطيع أن أبدل أو أغير أياً منها ، كدت أبكي و أنا أقف أمام الجدول و ما منعني كان وجود صديقتي التي بالطبع ستجزع من بكائي المفاجئ . و تسألني عن السبب .. لم أكن أريد أن أكذب ..
سرت معها ، كنا نناقش ورقة بيدها و دون قصد رفعت عيني لأراه أمامي ، و كأن وجهه هو المرآة التي رأيت عليها تعبير وجهي و أنا أقرأ الجدول .
عيناه كانتا تقولان لي أنه يتوحشني منذ الآن ..
و هكذا مر هذا الترم ، أراه في المحاضرات فقط .
في هذه الفقرة و مع كل ما يحدث أصبح ضميري يؤنبني أكثر ، و كنت أتعمد لتجاهل هذا التأنيب أكثر .. كنت مغيبة تماماً و كأنيي شخص آخر يحيا حياة أخرى .. هيأ لي أني أصبت بانفصام في الشخصية .
كانت مسترسلة جداً في الكلام .. و كأنها تسجل شريطاً أو تكتب في دفتر يومياتها .. و لا يوجد ما سيجبرها على التوقف ما دام هناك متسع للمزيد .. و لقد كان لدي ..
أكملت :
و كما كان الحال في الترم الأول – كان كذلك في الترم الثاني و لكن مع اختلاف واحد ، أن رؤيته أصبحت أقل ، و بالتالي بحثت عنه بتوسع أكثر ..
أصبحت مشتتة بطريقة ملحوظة .. و في النهاية كان لابد لعلاقتي مع حبيبي أن تتأثر بشكل أو بآخر .. بدأت ألحظ بل و أتحين له الأخطاء .. و كنت أختلق الأسباب كي أقنع نفسي بأننا يجب أن نفترق .. و افترقنا .
صُدم هو . و تألمت أنا و أدركت كم كنت أحبه حقاً و لكني لم أستطع تحمل شعوري بخيانته رغم أفكاري لهذا الشعور ، بالطبع لم يقتنع بالأسباب التي اختلقتها له ، و لكني كنت مصرة على قراري ، تركني يومها بعد أن قال لي أكثر الكلمات رقة و تهذيباً . و تألمت أكثر .
حاولت أن أنسى كل شيء و ركزت اهتمامي على الشخص الذي جعلني أتخلى عن كل شيء .. الآخر .
بعد يوم فراقي لحبيبي بشهر و نصف بدأت اختبارات آخر العام ، كنت أطمئن عليه – الآخر – من نظرة عينيه أسعد عندما أرى الرضا فيهما ، و أكون أتعس مخلوقة إن أحسست باستيائهما ، و أنسى نفسي تماماً .. ماذا فعلت و كيف أبليت .. لا يهم !
قاطعتها قائلة :
أبعد كل هذا و تفكرين أنك أحببته ؟
ابتسمت في ألم و لم تجد ما تقوله على ما يبدو .. أكملت و كأنني لم أسأل :
عندما بدأت أجازة الصيف تركته و أنا لا أعلم عنه سوى اسمه و عيد ميلاده .. و لكني أبداً لم أنسى نفساً التقطه أمامي . كنت أجلس وحدي لأتذكر نظراته . ابتساماته . ملابسه .. حتى أول مرة سمعت فيها صوته .
كنا يومها نتزاحم على باب قاعة أحد السكاشن لنجد مكاناً للجلوس ، و كان هو و أصدقاؤه يتزاحمون بجوارنا ، و عندما كنت أهم بالعبور أمام صديقه و هو يزاحمني قال له " حاسب يا بني حاسب ، خليهم يدخلوا الأول " .
لقد كان خائفاً علىّ .. و صوته كان يقل كلاماً لم يقله و كأنه يريد مني أن أسمعه ، كأنه يقول لي " لا يهمني إلا أنت" .
و عندما بدأ العام الدراسي الجديد كان أول ما اطمأننت عليه هو أنه معي هذا العام . و أنه نجح .. فلقد نجحت العام الماضي .
في بداية الدراسة تطور الأمر . كان ينظر لي و يبتسم و كنت أشعر بأن كل شيء أفعله يعجبه .
كنت أبتسم ليراني .. أتكلم كي يسمع صوتي هو فقط ، أتحرك و أنشط لأنه أمامي .. و أسكن عندما يكون بعيداً .
بعد فترة بدأت ألحظ تغييراً في نظرته لي .
لم تعد باللهفة السابقة ، أحياناً يبدو الرضا عني فيها .. و أحياناً أخرى و كأنه لا يطقني أمامه ، و بعد أن كنت أشعر أن يوم اعترافه لي بالحب أو على الأقل بالإعجاب سيكون قريباً .. بات ذلك اليوم بعيد المنال جداً .. و أحياناً مستحيل الحدوث ، و لم أعلم السبب في هذا التغيير ، فقط استمر الأمر حتى أصبح تغييراً كاملاً . لم يعد ينتبه لوجودي حتى.
حاولت أن أعرف لماذا .. كنت أستجديه بنظراتي، و هو يتعمد أن يتجاهلني و يتناساني و كأنه لم يكن لي وجود أصلاً .. و بعدها أصبحت أنا أيضاً أتجاهله .. مللت من تحوله عني دون سبب واضح .. و مللت من توسلي له ، بيد أني كنت من وقت لآخر اشتاق رؤيته كثيراً ، أنظر إليه لأتذكر جفائه لي فأشيح بنظري عنه مرة أخرى ، و لكني مع ذلك لم أنسه و لم أكرهه .. لم يتغير مشاعري نحوه ، فقد كنت أحاول الحفاظ على ماء وجهي أمام الآخرين ممن لاحظوا نظراتنا ، و خاصة بعدما أصبحت لا أرى استجابة منه لنظراتي .
في تلك الفترة أعجب بي شاب .. و أعجبت به .. أحبني و ظللت على إعجابي فقط .. و بعدها أدركت أن أحدنا لا يصلح الآخر .. أنا على الأرجح .. فلم أنسى الآخر أبداً .
و كأنني أصبحت مقيدة به ..
سكتت . فقلت لا
أكملي .. ؟
قالت :
ليس هناك ما أكمله .. ليس الكثير .
ظل على حالته الجديدة حتى نهاية العام .. قبل اختبارات آخر العام مرضت جداً .. و لم أستطع الذهاب لامتحان 4 مواد و بالتالي رسبت .ز و نجح هو ، و على الأرجح لم يلحظ غيابي حتى ..
هذا العام افترقنا نهائياً في المحاضرات و لم أعد أراه ، نسيته بعض الشيء .. و ليس كلياً و لكني أحاول ألا تقف حياتي عند مرحلة ما ..
أحب الآن شخصاً رائعاً .. ارتبطت به جداً .. أحبه بشدة ، و يحبني بجنون ، اتفقنا على الارتباط الرسمي بعد أن ينهي دراسته العام المقبل .
أحياناً تجتاحني الرغبة لأرى الآخر .. و أخاف إن رأيته ألا أنساه بعدها أبداً .. و أدمر حياتي بيدي مرة أخرى .. هو لم يراني منذ عام .. و لا أستبعد أن يكون مرتبطاً بفتاة ما .. و ما الذي سيمنعه .
أنا الآن أفضل حالة دون رؤيته . و أرجو الله ألا أراه و لو صدفة ستكون نهايتي ، سوف أتعلق بآمال أعلم أنها واهية و مع ذلك سأتعلق بها ..
صمتت و عندما هممت بالكلام قالت :
أتعلمين شيئاً – قبل أن أراه كنت على يقين تام أن الفتاة عندما تحب ترى حبيبها هو عالمها .. و لا ترى سواه أمامها .. أما بعد هذه التجربة لم أعد واثقة من هذا بعد الآن – لا أستطيع إقناع نفسي به ثانية .
أخاف كثيراً أن أظلم من أحب الآن .. و لكن ليس بيدي حيلة لأقاوم هذا الخوف .. ليس سوى الأمل أن أكون أقوى قليلاً .
و أخيراً أحسست أنها أفرغت ما بداخلها .. سكبت كلماتها الممزوجة بالمرارة .
و العجيب أنني شعرت بأنها لم تشعر بالارتياح بعد هذه الفضفضة و كأنها ستحمل ألمها دائماً.
لم تنتظر مني تعليقاً ، فقد علمت أنه ليس لدى تعليقاً ..
و كما ظهرت فجأة .. تركتني فجأة و أنا في حيرة من أمري أو من أمرها .
ليس الفارق كبير
فأنا و هي نفس الشخص .. مادياً .
13 شاركونى عالمى:
السلام عليكم
جميلة قوي القصة دي و بجد صعب جدا أجد لها أسما بس أنت أتكلمتي في موضوع بجد جديد و أول مرة اسمع عنه
و يعتبر بصراحة سبق لك
أنا أتصدمت جدا في الأخر
مش قادر بجد الأقي أسم للقصة الصعبة دي
عزيزتي
لايوجد شي اسمه طويل وقصير ولابد ان الشي الجيد يفض نفسه
اسلوبك جميل
نو فييير
ماتعرفش قد ايه كلامك ريحنى
اصلها اول مرة اكتب حاجة طويلة كدا
شكرا على تعليقك
محمد...
يعنى فيه منى امل
لولولولولولىىىىى
متأكده انها أول مره تكتبى حاجه طويله كده ؟
:)
شدتينى معاكِ
حدوته المشاعر الجميله للمرحله دى من العمر .. البريئه اللى غالبا لا تتعدى النظرات التى تحمل كل ما ينبض به القلب
اد ايه جميله
من فضلك استمرى
جميله اوي القصة ده خصوصا انها مش بتحمل اي نوع من التعقيد ولكنها مكنتش غير أحاسيس وافكار بدور في رأس بنوته
حنين...
ماتعرفيش قدايه كلامك بسطنى
اثلج صدرى زى ما بيقولو...
سايكو مان...
هو دا كان قصدى بجد...انى اتكلم عن حبة المشاعر اللى اوقات ماتقدرش تحكيها لحد
شكرا انك هنا
على فكره انا كاتبه فى المدونه بتاعتى ملخص قصه انا كتبتها تشبه دى لكن بتبدا تتحور تماما لان البنت مش بتكون عايزه ترتبط بحد غير اول شخص حبته ولانها كانت حاسه ان الشخص اللى قابلته فى الجامعه ده مجرد وهم وفعلا بعدت عنه بس العذاب عندها فضل 4 سنين لانه على طول بيطاردها وهى بتهرب لا والنهايه مختلفه وانتى عندك دروبز كتير عنها هى كانت واثقه فى حبها الاول
بس قصتك جميله فعلا انا عارضه ملخص القصه بتاعتى على البلوج لو عايزه تشوفيها وهى تحت اسم (ذكريات صامته )
سندريلا....
مبسوطة ان القصة عجبتك...
واكيد لازم اشوف قصتك واقراها...
دى متعتى الاولى ...
شكرا لانك هنا
ياااااة
حب صامت....حوار فقط بالنظرات....فراق صامت....غموض....ندم....الم.....خوف من العودة للحب ....وجد العشق
قصة بجد رائعه واسلوبك رائع و كلماتك راقية جدا وتنم عن قوة في استخدام الالفاظ و فصاحه اللغه
لا أدري هل هيه قصة واقعيه من حياتك
ربما لان كل هذا الاحساس لابد وان ينبع من واقع حقيقي مررتي بة وعشتة مالم يكن بها اقتباس عن رواية لإحدى صويحباتك
برافوووووو عليكي
حلوة اوى سميها انا و هى
الحصان الاسود...
مرسى على رايك.....
مش مهم تكون واقعية ولا لا....
المهم انها اثرت فيك ...وصدقتها...
بجابيجو....
مش عارفة...
بعد الفترة دى كلها...
بفكر انى توأم هو المناسب لها
lovely page, am inviting you to visit mine,,,,
only for her eyes
Warm welcome to Alnemat TheGrace Arabic Christian Internet Magazine, We love you! Please visit us at:
http://www.TheGrace.net
http://www.TheGrace.org
http://www.TheGrace.com
نتمنى لكم الفرح والسلام والمحبة لأن السلام افضل من الحرب والمحبة افضل من الكراهية كما ان النور والحرية أفضل من الظلمة والقيود
سلام لكم في محبة الله.نتأمل زياراتكم الكريمة لموقع النعمة موقع مجلة النعمة يقدم كلمة الله الكتاب المقدس الإنجيل رسالة السيد يسوع المسيح قراءات مختارة مواضيع مصيرية قصص واقعية شهادات شخصية ترانيم ممتازة ردود مؤكدة كتب بنّاءة رسوم تسالي تأملات يوميات
Bible in Arabic Audio Read search Studys Stories Testimonies Hymns and Poems Answers Books Links Daily devotions Acappella Music Graphics /Alnemat Journal Arabe Chrétien La Grâce la Revue Arabe sur Internet offre La Sainte Bible Al-Injil L'Evangile de Jésus Christ gratuit, Bienvenue a La Grâce.
Arabic Christian Magazine The Grace offering the Arabic Bible النعمة تقدم الإنجيل الكتاب المقدس
Post a Comment