Saturday, December 20, 2008

فعل للتحرر


فى بادئ الأمر لم تفهم شيئا

ولم تستطع أن تدرك لم كل هذا الكلام والهمس الجانبى عندما تمر من امامهم


كانت فى الثامنة عندما اعطتها جدتها لأمها الحبل السميك كأنها تلكزها...

نطى بيه..عشان تخسى شوية


لم تلاحظ ذلك

لم تر فى المرآة امتلائا لجسدها الصغير كما اخبرتها خالاتها ان تفعل لتقتنع


هو انا تخينة !؟

لا شئ سوى صمت المرآة،وتأكيدات الخالات والجدة


الأم والأب المسافران يؤكدان ايضا فى المكالمات الهاتفية،والخطابات

لازم تخسى..عشان تبقى حلوة


كيف رأياها..!كيف


تبدأ فى القفز

فى الطريق من والى المدرسة،أثناء الفسحة،وحصص الألعاب


فجأة تصاب البنات كلهن بعدوى قفز الحبل،البدينات والنحيفات..الكل يقفز..الكل يتنافس..من يستطيع ان يحرز أكبر عدد من القفزات..


لم تكتسب صديقات الا بوسط الحبل،فأصبح هو صديقها الأول

وحدها تقفز

معهن تقفز


لم ينقص وزنها،ولكن زاد عدد المتنافسين..الاولاد ايضا دخلوا اللعبة

والجدة تستغرب من وزنها الذى يبقى على حاله..تحاول تصغير حجم وجبتها مرة،فلا يطاوعها قلبها


الخالات المسافرات طوال الاسبوع للدراسة،ويأتين آخره..ينتقدنها

تشعر كأنها متهمة،فتحضر الحبل وتقفز مائة قفزة متتالية امامهن حتى تثبت مقدرتها

ومائة قفزة أخرى لتسكب كل الغضب منهن تحت قدميها

تدفنه بقفزاتها عليه،أو تزيحه للوراء بحبلها اللاذع


تصبح أمهر الفتيات فى القفز بالحبل

من الامام الى الوراء،وم الوراء الى الامام

بسرعة،وببطء

لا أحد يتغلب عليها


الأولاد الاشقياء يطلقون عليها ألقابا كثيرة بسبب جسدها الممتلئ

فتحضر الحبل وتقوم بمائة قفزة متتالية أمامهم

ومائة قفزة اخر تسكب فيها دموعا لا تريد أن يروها تسكبها


أخيرآ تسلم الجدة للأمر الواقع فلا تضغط عليها،وعندما يسألها احدهم عن الذى حدث للبنت تقول

دا عز..من خير ابوها اللى متغرب وجدها ربنا يخليه لينا


الخالات ينفضن الأمر عن بالهن كأنه كان شيئا للتسلية أو التشاغل..شئ مؤقت ثم مللن منه


البنات والأولاد فى المدرسة يتهامسون من وراء ظهرها..

تسمعهم فى احدى المرات لأن البنات كن يتحدثن بصوت يعتقدنه هامس..

دى كانت بتنط بسرعة أوى...وعالى أوى,,كأنها بتطير


يعجبها وقع الكلمات كأنها بتطير وتظل ترددها طوال اليوم منتشية

أنا بقدر أطير

10 شاركونى عالمى:

altwati said...

أحيانا ما يكبح أرواحنا عن التحليق عاليا
هي أجسادنا
لكن ما يمنعها بشكل كامل
هو اعتقادنا أننا لا يمكن أن نطير
شكرا لها أنها نفت جسدها من رأسها وطارت
هذا هو خلاصها الوحيد

يا له من ألم

صباح الخير

Unknown said...

وانا نفسي أطير اوي
(:

تــسنيـم said...

رائعة وبس



مفهمتش الرسالة ومش معايا رصيد اكلمك

تــسنيـم said...

رائعة وبس



مفهمتش الرسالة ومش معايا رصيد اكلمك

Ganna Adel said...

عجبنى أوى ووجعنى أوى البوست ده

dandana said...

altwati
فعلا
الاعتقاد هو الاساس
الايمان لو اردنا الدقة

صباحك سكر


اسراء
هاتطيرى...لو آمنتى بس بقدرتك على الطيران...صح



تسنيمتى
وانا مبسوطة انها عجبتك
هافهمهالكمن عونيا



يابنت ياللى فى المراية
سلامتك من الوجع
جميل انها لمستك وحبيتيها

YOTTA said...

i love the new look of the blog,

i love u too honey :)

هويدا صالح / عشق البنات said...

دندنة
جميل البوست
لا أعرف ليس بي رغبة في الحديث عن جماليات القص فيه
ليس لأنه لا يستحق \\
بل لأنني ليس لدي روح
فقط سأتحدث عن تلك الروح التي تتوق لأن تتحرر
وتطير
تتخلص من محاولة إيلامها
خفة الروح والتصالح مع الجسد أيا كان هو قمة الجمال
كل بوح تتقبل ذاتها كما هي دون أن تشعر أن هناك من يشوهها هي روح خفيفة ، بل لا تحتمل خفتها بحسب كونديرا سهى زكي صديقيتي الأجمل
جسدها ممتلىء
وفيها خفة ورشاقة ومرونة تحسدها عليها راقصات الباليه
أنا أتحدث حقيقية
سهى هذه من تحركها روحها الشفافة المتألقة
روحها تقود جسدها
وليس العكس
مي فتحي
كوني الأجمل

ponpona said...

انا أول مره ادخل هنا
دخلت من عند مصطفي
بجد عجبتني أوي
البوست رائع عزيزتي

GO ON....

tokseedo said...

that's called the broken bridge !!