Tuesday, June 8, 2010

رأيت رام الله


يدعى مريد انه لايحب السياسة..وظل يتجنبها طوال عمره..فى سنوات دراسته فى القاهرة ، وما بعدها فى شتى بقاع الأرض
لكن ها هو يتحدث عن اهم عناصر السياسة بكل الزخم الممكن والغير ممكن أيضا..

"أقصد فى نفس الوقت"
يتحدث عن البشر الذين صنعوا تلك السياسة..تلك القضية الشوكة..الوتد فى قلوبنا

ب"مشية عادية..مشية قد تبدو عادية" .. يأخذنى من يدى..يعبر بى الجسر..

"ها أنا أمشي بحقيبتي الصغيرة على الجسر، الذي لا يزيد طوله عن بضعة أمتار من الخشب، وثلاثين عاماً من الغربة… كيف إستطاعت هذه القطعة الخشبية الداكنة أن تقصي أمة بأكملها عن أحلامها؟ أن تمنع أجيالاً بأكملها من تناول قهوتها في بيوتٍ كانت لها؟"


ويشير إلى أولى علامات تاريخه الذى انكتب دونه..دونما ان يشهده-اللهم إلا فى نشرات الأخبار- لثلاثين عاما..يشير إلى بندقية عدوه

"أمر محير و غريب، كل العودات تتم ليلاً، وكذلك الأعراس و الهموم و اللذة و الإعتقالات و الوفيات و أروع المباهج… الليل أطروحة نقائض…"

ومن يعتقد ان الجزء الأصعب قد ولى بعبور الجسر فقد أخطأ بشدة

"منذ ال67وكل ما نفعله مؤقت وإلى أن تتضح الأمور..والأمور لم تتضح حتى الآن يعد ثلاثين عاما"

وما بين رام الله ودير غسانة وساحتها...أتلمس معه كل الطرق بين القلوب..ما لان منها وما قسى..وبين الأرواح..ما هجر منها وما بقى

ذكرياته البسيطة عن القدس التى حولتها من مجرد صورة أشاهدها على التلفاز ولا اتذكرها إلا بالمسجد الأقصى وحريقه المُشين...إلى مدينة طبيعية..كالمنصورة ربما..لأنها كانت دافئة غير قاسية

"قدس البيوت والشوارع المبلطة، والأسواق الشعبية، حيث التوابل والمخللات، قدس الكلية العربية، والمدرسة الرشيدية والمدرسة العمرية، .. .. قدس الجبنة البيضاء والزيت والزيتون والزعتر، وسلال التين والقلائد والجلود، وشارع صلاح الدين"

الألم الحقيقى كانت مواضعه فى الحكى عن الشتات الذى ألم بعائلته-وعائلات فلسطينية اخرى-مما جعل شيئا عاديا جدا فى حياتنا كالهاتف يصبح بطلا حقيقيا بالنسبة لهم
الحكى عن الشتات بصفة خاصة جعلنى اعتقد ان احد اكبر الأسباب التى دفعته لكتابة هذا الكتاب هو محاولة لم شمل دائم لعائلة ترى بعضها لمدة أسبوعين او ثلاثة كل عدة سنوات فى فندق صغير ومهمل بعَمان

الغربة لا تكون واحدة، إنها دائماً غربات… غربات تجتمع على صاحبها وتغلق عليه الدائرة، يركض والدائرة تطوقه… عند الوقوع فيها يغترب المرء “في” أماكنه و “عن” أماكنه، أقصد في الوقت نفسه… يغترب عن ذكرياته فيحاول التشبث بها، فيتعالى على الراهن والعابر… إنه يتعالى دون أن ينتبه إلى هشاشته الأكيدة… فيبدو أمام الناس هشاً و متعالياً، أقصد في الوقت نفسه… يكفي أن يواجه المرء تجربة الإقتلاع الأولى حتى يصبح مقتلعاً من هنا إلى الأبدية…

بالطبع كان يجب ان يٌبكينى مريد فى كل تلك المواضع..ويجعلنى انتحب بمجرد ذكر منيف..ولا يتركنى من دون ضحكة صغيرة عندما أقرأ عن البرجوتيتو

لا يتركنى إلا وقد ربانى على القضية كما يجب ان يكون..لا مجرد شعارات او صور او معلومات تبدو بالمقارنة بما حكاه..منتهى السطحية

لا يتركنى أيضا إلا ويؤرقنى سؤاله..ما الذى-غير قصف الغزاة-أصاب الجسد..؟


حكى مريد كما لم يفعل احدُ من قبل-كما كُتب آخر الكتاب-حكى كلاجئ أُجبر على ترك وطنه
حكى بلغة شعرية أخاذة لا اعلم ان كانت قد خففت من هول ما قاله أم زادته حزنا وجعلته أكثر وقعاً


"الحياة تستعصى على التبسيط..كما ترون"
وأنا اعلم انها ستظل هكذا..ولن تعود لسابق عهدها بعد هذا الكتاب


********************



الاجزاء الملونة إقتباسات من الكتاب وإن هى ليست اكثر الأجزاء عبقرية

فقط هى ما توافق مع ما اريد قوله

انا حقا رأيت رام الله

لذا لم اجد عنوانا افضل من عنوان الكتاب

3 شاركونى عالمى:

Zianour said...

الله عليكي

:)

بوست حلو حلو

ولقطاته لمستني

:)

Anonymous said...

السلام عليكم
كيف حالك انسه مي
انا حد اعرفك بس من بعيد جدا
المهم عجبتني مدونتك على فكره
وحبيت اسيب تعليق
اعتقد انك بتحبي التصوير او بتحبي الصور عموما بذان الله في صور كتير راحارسلهالك طالما انك بتحبي التصوير بالدرجه دي والله يوفقك
لكي مني كل وود واحترام

Anonymous said...

بس صحيح كيف اقدر ارسلك الصور
عموما انا بشوف طريقه جميله