كانت الساعة سبعة الصبح..وإمبارح بس كان آخر يوم فى امتحاناتها
مافيش فرصة تانية غير النهاردة عشان تتصرف..آخر حل..آخر رد فعل ممكن تعمله فى قايمة ردود الأفعال الكتيرة اللى عملتها طول الشهر ونص اللى فاتو ، وياااااه على كمية الخساير اللى خسرتها...بالعمر كله
بدأت تشوف الحاجات اللى هاتحتاجها معاها..ياريت شنطتها كانت اكبر شوية..كان نفسها تاخد كتابين كمان..لفت الكوفية البيضا على رقبتها وواخدت العود اللى اشترته من سنيتن مع حلم كبير..نصير شمة كان قالب لها دماغها وقتها..كل اللى اتعلمته فى اول سنة نسيته دلوقت ، سابت الحلم بس مش كله
كانت دايما مرتاحة انها جربت..والعود دا هايفضل شاهد عليها..ولما تحطه فى بيتها واولادها يشوفوه هاتحكى لهم عنه ووجوده كان مديها قناعة انه هايكون مُحفز لحد فيهم انه يمسكة ويجرب هو كمان . دلوقتى خلاص مابقاش له لازمة ، دلوقتى بقى لازم تبيع الحلم . اخدته وخرجت .
وهى بتلبس الكوتشى إفتكرت الحلقة اللى شافتها امبارح من مسلسل اهل الغرام
البنت بتحب الولد..وباباها مش راضى بيه لانه ببساطة يُعتبر فقير فى نظره..قصة تبان انها عادية ومتكررة كمان...بس اللى ضحكها بهستيرية امبارح وبيخليها تعيط دلوقت..ان الاب اسمه كان نفس اسم باباها..ياللسخرية القدر
كانت فيها شبه منها..عنيدة..وبتحب اوى..وبتتكلم زيها ، بس لما البنت سابت بيت اهلها وراحت اتجوزت اللى بتحبه..هنا بقى انتهى التشابه ، عشان هى كانت عارفة انها ماتقدرش تعمل كدا..حبيبها كان مثالى..او بيحاول يقرب من المثالية على قد ما يقدر..خصوصا معاها..عشان كدا كان رافض فكرة الهروب..وهى كمان..هى كمان ماكنتش بتحب تتناقش معاه فى الفكرة دى بشكل مباشر..لانها عارفة انها هاتخسر كتير لما تمشى ، بس مانقدرش تطلب من حد تانى يضحى ويخسر لها نفس الخساير..الوضع مُختلف
قبل كدا..كانت خسرت اختيارها للشخص اللى هاترتبط بيه لما أصروا على اللى هى مخطوبة له دلوقت ، وخسرت لحظة ما المفروض تنقى شبكتها لانه كان جايب شبكتة جاهزة ، مع انها طول الوقت شاكة انها نفس الشبكة اللى كان خطب بيها قبل كدا مرتين ، وخسرت اللحظة اللى كانت هاتلبس فيها دبلة حبيبها وبعدين يبوس ايديها ويطبطب عليها من غير خوف ، خسرت كل المشاوير واللحظات اللى كانت هاتقضيها معاه قدام الناس وبمنتهى الإطمئنان والبساطة ، خسرت عفش بيتها اللى رفضت تروح تنقيه امبارح لانها مش هاتقدر تختار العفش التقليدى الفرنساوى اللى الكل بيجيبه ، ومش هاتقدر تختار اللى هى نفسها فيه عشان واحد تانى يمارس حياة كاملة عليه من غير اى احساس بمعنى كل خيط محطوط فى البيت ، خسرت يوم كتب كتابها ، والفستان الأوف وايت اللى كانت ناوية تلبسه ، والحضن اللى كانت هاتاخده من جوزها /حبيبها ، وتنهيدة الراحة مابينه ومابينها ، خسرت ولادها لانها مابقتش عايزة اولاد اصلا وهى اللى كان حلمها ف يوم انها تخلف 12 ولد وبنت ومش مهم اى ازمة سكانية بقى ، خسرتهم فى كل مرة اتكلموا فيها وسابوها مشروخة بعدها ، وخسرت نفسها لأنها كانت فى لحظات كتير بتضعف وتقولهم خلاص إعملوا اللى انتوا عايزينه...وكل دا كان لصالح واحد ماتعرفش اذا كان كويس ولا وحش..كل اللى تعرفه انه كان جاى وعايز يتجوزها فى خلال 10 ايام قبل ما يسافر، ولما رفضت لكل الاسباب المُمكنة واللى مش مُمكنة...اتخطبت له عشان يسيبها بعد يومين من الخطوبة ويسافر ، و يبقى كتب كتابها بكرا
كانت مستغربة اوى ازاى قادرين يغموا عنيهم عنها للدرجة دى
حطت سماعات الموبايل فى ودانها وشغلت فيروز ، اكيد هاتحتاجها دلوقت ، وهى خارجة من الباب سابت شريحة الخط بتاعها على السفرة فوق ورقة كانت متأكدة انهم مش هايحاولوا يفهموا اللى مكتوب فيها، ومع ذلك كتبته
no one can see what i see...no one can live to me...if i walk this way..no one can tell me how to be...it is my destiny
وعجبى
خرج ابن ادم من العدم قولت:ياه رجع ابن ادم للعدم قزلت:ياه
تراب بيحيا..وحى بيصير تراب.. الاصل هو الموت ..ولا الحياة *********** لن افتقدك سأضل كل يوم استمع لصوتك عند الاستيقاظ واستعيد تفاصيل وجهك البهى فى المنام احمل منك بداخلى ايام سنواتى العشرون ولن تصبح ذكريات لانى ساحياها دوما ساعطى اولادى العشرون جنيها عديتى منك هذا العيد ساقول لهم انها عديتهم... ارسلتها من السماء اِليهم لن احزن لانك ذهبت للجنة... وتأخذنى معك يوما ما لن ابكى ...... لا لا سابكى سابكى نفسى التى لن تنعم بقرب مادى منك ثانية سأبكى يدأ لن تلمسك ثانية سأبكى كل فعل كان يخلق معك وذهب معك